٦ ـ ن : أحمد بن علي بن الحسين الثعالبي ، عن عبدالله بن عبدالرحمان المعروف بالصفواني قال : خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلا اتهموه بكثرة المال ، فبقي في أيديهم مدة يعذبونه ليفتدي منهم نفسه ، وأقاموه في الثلج فشدوه وملاو افاه من ذلك الثلج ، فرحمته امرأة من نسائهم فأطلقته وهرب فانفسد فمه ولسانه ، حتى لم يقدر على الكلام.
ثم انصرف إلى خراسان وسمع بخبر علي بم موسى الرضا عليهالسلام وأنه بنيسابور فرأى فيما رأى النائم كأن قائلا يقول له : إن ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله قد ورد خراسان فسله عن علتك فربما يعلمك دواء ما تنتفع به ، قال : فرأيت كأني قد قصدته عليهالسلام وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه وأهبرته بعلتي فقال : خذ الكمون والسعتر والملح ودقه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا فانك تعافي ، فانتبه الرجل من منامه ولم يفكر فيما كان رأى في منامه ، ولا اعتد به حتى ورد باب نيسابور فقيل : إن علي بن موسى الرضا عليهالسلام قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد.
فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ما ينتفع به من الدواء فقصده إلى رباط سعد ، فدخل إليه فقال : يا ابن رسول الله كان من أمري كيت وكيت ، وقد انفسد علي فمي ولساني حتى لا أقدر على الكلام إلا بجهد فعلمني دواء أنتفع به ، فقال عليهالسلام : ألم اعلمك؟ اذهب فاستعمل ما وصفته لك في منامك ، فقال له الرجل : يا ابن رسول الله إن رأيت أن تعيده علي فقال عليهالسلام لي : خذ من الكمون والسعتر والملح فدقه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا فانك ستعافى قال الرجل فاستعملت ما وصفه لي فعوفيت.
قال أبوحامد أحمد بن علي بن الحسين الثعالبي : سمعت أبا أحمد عبدالله بن عبدالرحمان المعروف بالصفواني يقول : رأيت هذا الرجل وسمعت منه هذه الحكايات (١).
____________________
(١) عيون اخبار الرضا ج ٢ ص ٢١١.