بيان : أقول : أخذنا أخبار كشف الغمة من نسخة قديمة مصححة كانت عليها إجازات العلماء الكرام ، وكان مكتوبا عليها في هذا الموضع على الهامش أشياء نذكرها وهي هذه : وكتب بقلمه الشريف تحت قوله والخلافة من بعده «جعلت فداك» وكتب تحت ذكر اسمه عليهالسلام «وصلتك رحم وجزيت خيرا» وكتب عند تسميته بالرضا «رضي الله عنك وأرضاك وأحسن في الدارين جزاك» وكتب بقلمه الشريف تحت الثناء عليه «أثنى الله عليك فأجمل وأجزل لديك الثواب فأكمل» ثم كان على الهامش بعد ذلك «العبد الفقير إلى الله تعالى الفضل بن يحيى عفى الله عنه ، قابلت المكتوب الذي كتبه الامام على بن موسى الرضا صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين مقابلة بالذي كتبه الامام المذكور عليهالسلام حرفا فحرفا وألحقت ما فات منه وذكرت أنه من خطه عليهالسلام وذلك في يوم الثلثاء مستهل المحرح من سنة تسع وتسعين وست مائة الهلالية بواسط ، والحمد لله على ذلك وله المنة» انتهى.
قوله عليهالسلام «أن أتخير الكفاة» أي أختار لكفاية امور الخلق وإمارتهم من يصلح لذلك ، قوله «للغير» هو بكسر الغين وفتح الياء اسم للتغيير ، قوله «رسم» أي كتب وأمر أن يقرأ هذه الصحيفة في حرم الرسول صلىاللهعليهوآله.
٢٦ ـ كشف : رأيت خطه عليهالسلام في واسط سنة سبع وسبعين وستمائة جوابا عما كتبه إليه المأمون وهو :
«بسم الله الرحمن الرحيم وصل كتاب أمير المؤمنين أطال بقاءه يذكر ما ثبت من الروايات ورسم أن أكتب له ما صح عندي من حال هذه الشعرة الواحدة والخشبة التي لرخا اليد (١) لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليها وعلى أبيها وزوجها وبنيها ، فهذه الشعرة الواحدة شعرة من شعر رسول الله صلىاللهعليهوآله لا شبهة ولا شك وهذه الخشبة المذكورة لفاطمة عليهاالسلام لا ريب ولا شبهة ، وأنا قد تفحصت وتحديت وكتبت إليك فاقبل قولي فقد أعظم الله لك في هذا الفحص أجرا عظيما ، وبالله التوفيق ، وكتب
____________________
(١) وهى الطاحونة التى تدحرج باليد ، وقد صحفت الكلمة في النسخة الكمبانى ( المد ) وفى نسخة المصدر المطبوع ج ٣ ص ١٧٩ ( المسد ).