ابن موسى عليهالسلام فبيناهما يسيران إذ قال له المأمون : يا أبا الحسن إني فكرت في شئ فنتج لي الفكر الصواب فيه : فكرت في أمرنا وأمركم ، ونسبنا ونسبكم فوجدت الفضيلة فيه واحدة ، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى والعصبية.
فقال له أبوالحسن الرضا عليهالسلام : إن لهذا الكلام جوابا إن شئت ذكرته لك ، وإن شئت أمسكت ، فقال له المأمون : إني لم أقله إلا لاعلم ما عندك فيه قال له الرضا عليهالسلام : أنشدك الله يا أمير المؤمنين لو أن الله تعالى بعث نبيه محمدا صلىاللهعليهوآله فخرج علينا من وراء أكمه من هذه الآكام يخطب إليك ابنتك كنت مزوجه إياها؟ فقال : يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له الرضا عليهالسلام : أفتراه كان يحل له أن يخطب إلي؟ قال : فسكت المأمون هنيئة ثم قال : أنتم والله أمس برسول الله صلىاللهعليهوآله رحما.
٢٠ ـ وعن الكتاب المذكور قال : قال المأمون يوما للرضا عليهالسلام : أخبرني بأكبر فضيلة لامير المؤمنين يدل عليها القرآن ، قال : فقال له الرضا عليهالسلام : فضيلة في المباهلة ، قال الله جل جلاله «فمن حاجك فيه» الآية فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله الحسن والحسين عليهمالسلام فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة عليهاالسلام فكانت في هذا الموضع نساءه ، ودعا أمير المؤمنين عليهالسلام فكان نفسه بحكم الله عزوجل فثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله صلىاللهعليهوآله وأفضل ، فواجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله بحكم الله عزوجل.
قال : فقال له المأمون : أليس قد ذكر الله تعالى الابناء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله ابنيه خاصة ، وذكر النساء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله ابنته وحدها فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره ، فلا يكون لامير المؤمنين عليهالسلام ما ذكرت من الفضل.