ولما كانت سنة إحدى ومائتين حج بالناس إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى ودعا للمأمون ولعلي بن موسى الرضا عليهالسلام من بعده بولاية العهد ، فوثب إليه حمدويه ابن علي بن عيسى بن [ موسى بن عيسى بن ] ماهان فدعا إسحاق بسواد ليلبسه فلم يجده ، فأخذ علما أسود فالتحف به ، وقال : أيها الناس إني قد بلغتكم ما امرت به ولست أعرف إلا أمير المؤمنين المأمون والفضل بن سهل ثم نزل.
ودخل عبدالله بن مطرف بن ماهان على المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا عليهالسلام فقال له المأمون : ما تقول في أهل البيت؟ فقال عبدالله : ما قولي في طينة عجنت بماء الرسالة ، وغرست بماء الوحي ، هل ينفح منها إلا مسك الهدى ، وعنبر التقى؟ قال : فدعا المأمون بحقه فيها لؤلؤ فحشا فاه (١).
كشف : عن الفارسي مثله إلى قوله سق إليه البغلة (٢).
٦ ـ ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي قال : سمعت دعبل ابن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا عليهالسلام قصيدتي التي أوها :
مدارس آيات خلت من تلاوة |
|
ومنزل وحي مقفر العرصات |
فلما انتهيت إلى قولي :
خروج إمام لا محالة خارج |
|
يقوم على اسم الله والبركات |
يميز فينا كل حق وباطل |
|
ويجزي على النعماء والنقمات |
بكى الرضا عليهالسلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الامام؟ ومتى يقوم؟ فقلت : لا يا مولاي ، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الارض من الفساد ويملاها عدلا ، فقال : يا دعبل الامام بعدي محمد ابني ، وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته ، المطاع في
____________________
(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٤٣ و ١٤٤.
(٢) كشف الغمة ج ٣ ص ١٥٧ و ١٥٨.