بلغني ممن أثق به أن السيد رضي الدين علي بن طاوس رحمهالله كان لا يوافق على أن المأمون سقى عليا عليهالسلام السم ، ولا يعتقده ، وكان ـ ره ـ كثير المطالعة والتنقيب والتفتيش على مثل ذلك ، والذي كان يظهر من المامون من حنوه عليه وميله إليه واختياره له دون أهله وأولاده مما يؤيد ذلك ويقرره ، وقد ذكرالمفيد رحمهالله شيئا ما يقبله عقلي ولعلي واهم ، وهو أن الامام عليهالسلام كان يعيب ابني سهل ويقبح ذكرهما إلى غير ذلك وما كان أشغله بأمور دينه وآخرته ، واشتغاله بالله عن مثل ذلك.
____________________
إلى لبس السواد وترك الخضرة ، والاضراب مثل ما كان عليه ، لانه عزم بعد موت على بن موسى ان يعهد إلى محمد بن على بن موسى الرضا ، وانما منعه من ذلك شغب بنى العباس عليه ، لانه كان قد اصر على ذلك حتى دخلت عليه زينب.
فلما دخلت عليه ، قام لها ورحب بها واكرمها ، فقالت له : يا اميرالمؤمنين انك على براهك من ولد ابى طالب والامر بيدك اقدر منك على برهم والامر في يد غيرك او في ايديهم ، فدع لباس الخضرة ، وعد إلى لباس اهلك ، ولا تطمعن احدا فيما كان منك.
فعجب المأمون بكلاكها ، وقال لها : والله يا عمة ما كلمنى احد بكلام اوقع من كلامك في قلبى ، ولا اقصد لما اردت ، وانا احاكمهم إلى عقلك.
فقالت : وما ذاك؟ فقال : الست تعلمين ان ابابكر رضى الله عنه ولى الخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يول احدا من بنى هاشم شيئا؟ قالت : بلى ، قال : ثم ولى عمر فكان كذلك ، ثم ولى عثمان فأقبل على اهله من بنى عبد شمس فولاهم الامصار ولم يول أحدا من بنى هاشم ، ثم ولى على عليهالسلام فأقبل على بنى هاشم فولى عبدالله بن العباس البصرة وعبيد الله بن العباس اليمن ، وولى معبدا مكة ، وولى قثم بن العباس البحرين وما ترك أحدا ممن ينتمى إلى العباس الا ولاه ، فكانت هذه في أعناقنا فكافأته في ولده بما فعلت.
فقالت : لله درك يا بنى ولكن المصلحة لبنى عمك من ولد أبى طالب ما قلت لك ، فقال : ما يكون الا ما تحبون إلى آخر ما قال.