العصر ومتطلبات الحياة :
هبّـو شباب القوافي إنها عُقدت |
|
على عواطفكـم للشعـر آمال |
واستنقذوه من البلوى فما بقيت |
|
في الكأس إلاّ صبابـات وأوشال |
دعـوا الأقاويلَ والأهواءَ ناحيةً |
|
فليس ينفعنـا قيـلٌ ولا قـال |
خذوا اللّباب وخلّوا القشر واجتهدوا |
|
أن تقتفـي منكم الأقوالَ أفعال |
وجددوهـا ميـاديناً تثـور بهـا |
|
مـن العـواطف أمواجٌ وأهوال |
فهـاهنا حلبـاتُ الشعر رنّ لهـا |
|
صوت على مسمع التأريخ جوال |
وهـاهنا الأدب العالـي بكم رُفعت |
|
أعلامُهُ فغدت تـزهو وتـختال |
وهاهنا نمت الفصحى وقد زهرت |
|
فيهـا بكورٌ أنيقـاتٌ وآصـال |
فالخـزيُ والعارُ أن يبنو لنا شرفاً |
|
ونحن نهدمُ مـا شادته أجيال (١) |
تتجسد براعة التصوير عند الشيخ الفرطوسي من خلال قدرته الفائقة على تصوير الأشياء مفصلة سواء المرئية منها أم غير المرئية. فهو عندما يصف الطبيعة مثلاً يحلّق في أجوائها ويلتقط بعدسته الشعرية صوراً رائعة ودقيقة يستحيل التقاطها إلاّ عن طريق ارادة الشاعر الفنية.
ولا يخفى ما للطبيعة من تأثير خاص ووقع هام في ازدهار وتنمية القدرة التصويرية عند الشاعر. فالفرطوسي يرى أنّ الشاعر هو : « من عشاق الطبيعة. ويمتاز بادراكه أسرار جمالها وعظمة جلالها وتجسيم صورها الرائعة في
__________________
١ ـ المصدر السابق ، ج ١ ، ص ٢٨٩.