للشيخ الفرطوسي نفَسه الخاص واسلوبه المتميّز في لغته الشعرية. اللغة التي اتسمت بوضوح المعاني ، وشفافية المفاهيم ، وتسلسل الأفكار ، وانسجام الالفاظ ، ومتانة التركيب. وقد بات واضحاً على المهتمين بالشعر التمييز بين شعر الفرطوسي وشعر أقرانه ولداته من الشعراء النجفيين ، لما في اُسلوبه من مميزات اختص بها دون غيره من الشعراء.
ومن هذه الخصائص تعمّد الشاعر إلى ايراد المفاهيم والمضامين بصورة واضحة وشفافة وبشكل منتظم ومسلسل بحيث يسهل على المتلقي تجسيدها في مخيلته واستيعابها بسهولة ويسر. فلو أخذنا مثلاً قصيدة « مآسي الجسر » التي نظمها الشاعر في الانتفاضة الوطنية عام ١٩٤٨ م ، لتجسدت أمامنا أحداث تلك الواقعة بكل وضوح وشفافية :
سل الجسر عن بحر عبيط من الـدم |
|
طغا فوقـه لجـاً بوجـه جهنم |
وعن جثث القتلى وكيف تراكمت |
|
علـى جـانبيه كـالحطام المهشم |
وعن عدد الجرحى اذا كان عنـده |
|
سجـل إلى احصـائها كالمترجم |
وعن فوهة الرشـاش طبقت الفضا |
|
دوِّياً باطلاق الـرصـاص المخيم |
فكـم طلقة ناريـة منه صُـوّبت |
|
لـقلب بريء مـن انامـل مجرم |
***
فمن يافع غض الصبا متــرعرع |
|
يحيّيـه من آماله خير مبسم |
مشى نحوه كالسهم غير محايــد |
|
وليس بهيّاب ولا متـبـرم |
يصافح تيار الرصـاص بصدره |
|
ويرنـو له في طرفه كالمسلِّــم |