سبقت الاشارة إلى انّ الشاعر كان يعنى بقصائده عناية خاصة ، ينسقها كيفما يقتضيه طبعه ويملي عليه ذوقه. وما ديوانه إلاّ لون من الوان ذلك التنسيق الجميل. وخلافاً لما جرت عليه العادة من تصنيف القصائد حسب أبجدية القوافي فانّ الشاعر فضّل أن ينظم قصائده حسب الموضوعات والأغراض. فوضع على سبيل المثال قصائده الولائية في الرسول صلىاللهعليهوآله وآل بيته عليهمالسلام ، في باب سمّاه « من وحي العقيدة » ، ثم عرّج على قصائده الوطنية والسياسية والاجتماعية فضمّها إلى حقل دعاه « صور من المجتمع » ، وهكذا دواليك.
ومن موارد التنسيق والدقة التي امتاز بها الشاعر في إنشاد ديوانه ، التعليقات القيمة التي علقها على معظم قصائده والتي ذكر فيها الغرض من انشاد القصيدة ، والمناسبة التي القيت فيها ، وتاريخ الإلقاء بالسنة الهجرية والميلادية. ولهذا الأمر قيمة فنية لا تخفى من حيث دراسة قصائد الشاعر من الناحية التاريخية ، والأدوار والمراحل التي مرّ بها الشاعر وتأثر بأجوائها وظروفها المختلفة.
وبالاضافة إلى التعليقات المذكورة فقد شرح الشاعر قسماً من الألفاظ اللغوية الواردة في الديوان موضحاً بعض الأعلام والأشخاص ليسهل على المطالع استيعاب المعاني بلا تعب وتفكير.
ومن جميل صنعه في الديوان أنّه قدّم لبعض قصائده بعبارات نثرية جميلة تبين جدارته وطول باعه في حقل النثر الفني اضافة إلى شاعريته الفذة. من ذلك مقدمته النثرية الجميلة لقصيدة « الباب الذهبي » التي ألقاها في المهرجان الذي احتفلت به مدينة النجف عند افتتاح الباب الذهبي الذي اُهدي لمرقد الامام أمير المؤمنين علي عليهالسلام.