اتجه الشيخ الفرطوسي إلى الشعر السياسي اتجاهاً واضحاً اثر المستجدات من الأحداث التي عاشها ولامس واقعها المرير وأحسّ بأثرها الأليم على شعبه وأبناء وطنه. ويعود اهتمام الشيخ بالشعر السياسي إلى بواعث كثيرة ، منها تواجده الفاعل والمستمر في ميادين العمل السياسي والوطني ، بالاضافة إلى النزعة الوجدانية والحبّ الفطري الذي تشبّع به قلب الشاعر تجاه وطنه وتجاه حرية شعبه واستقلاله وازدهاره.
ولم يقتصر اهتمام الشاعر على الأحداث السياسية في العراق فقط ، بل إهتمّ أيضاً بسائر الوقائع السياسية التي كانت تحدث في البلدان العربية الاُخرى ، ممّا يدلّ على توجه الشاعر إلى الشعر القومي وإهتمامه بشؤون وشجون أُمّته في شتّى الأقطار والبلاد العربية :
هذي بلاد العرب وهي مـراجلٌ |
|
للعـزم تغـلي بـالـدم الفــوار |
وطلائع الوعي المجلجل أنـذرت |
|
جيش الغزاة بـجـيشها الجــرار |
عصفت بها (مصر) وثارت (جلق ) |
|
وتدافعت ( بـغداد ) كـالإعصـار |
ومشت بها ( عدن ) إلى أخـواتها |
|
مشـي العفرنى للعفرنـى الضـاري |
وطغت (عمان) مثل ( لبنان ) بـها |
|
علقـاً يفـور على جحـيم النـار |
وتفجـرت حمماً ( فلسطينٌ ) لها |
|
من كـلّ بـركـان بهــا مـوار |