يشكل شعر الولاء لأهل البيت عليهمالسلام محوراً هاماً في الابداع الأدبي للشيخ الفرطوسي. فقد عرف الشيخ بشاعر أهل البيت لكثرة ما نظم في مناقبهم وسجاياهم الكريمة. ومردّ هذا الحب والولاء انمّا يعود الى عمق تمسك الشاعر بالدين الاسلامي القويم ، وتفانيه في محبة أهل البيت عليهمالسلام باعتبار ذلك معلماً من معالم التقرب الى الله تعالى ، ومنجاةً في يوم الحشر العظيم.
لقد كان الشيخ الفرطوسي « الإنسان الذي عاش الإسلام ، فاكتشف عظمة أهل البيت من خلال الإسلام ورأى من خلال خطهم الفكري والروحي والعملي .. غنى الفكر الاسلامي وروحيته ومشاريع الإسلام للإنسان والحياة .. فالتزم بهم خط ولاءٍ ومحبة لا يقترب من الغلو ، بل يتوازن في القاعدة الإسلامية المثلى ، لما هو الحب للأشخاص على أساس أفكارهم وأعمالهم ، لا على أساس أشخاصهم ، والتزم بنهجهم لأنه رأى فيه النهج الذي يستمد كل ملامح الفكر والشريعة والأسلوب من كتاب الله وسنة نبيّة من أقرب طريق » (١)
ولشدة ولائه وفرط تعلقه بآل البيت عليهمالسلام دأب الشاعر في أن يفتتح ديوانه بقصائد في مدح النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام. وقد اتخذ من قصيدة « الباب الذهبي » التي مدح فيها الأمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام مطلعاً لديوانه ، حيث قال في أبياتها الأولى :
نشيـدي وأنت لـه مطلعٌ |
|
من الشمس يعنو له مطلعُ |
وقـدرك أرفعُ إنّ الثنـاءَ |
|
وإن جلَّ قـدراً به يرفع |
__________________
١ ـ محمد حسين فضل الله ، من كلمة له في تقديم الجزء الثامن من ملحمة أهل البيت عليهمالسلام ، ص ٤.