العلوية المباركة لعبد المسيح الأنطاكي (١) وقد قال عنها : « عنيت على نوع خاص أن أجعل القصيدة المباركة العلوية تاريخاً شعرياً لصدر الإسلام ، لا يتخلله نثر أبداً. ويعرف الشعراء ما في ذلك من الوصب ولكنّه وصب محبوب لقلب شغف بثاني الكاملين وأخي الرسول الأمين أحد سيدي الثقلين سيدنا علي بن أبي طالب أبي الحسنين عليهم وعلى المصطفى الصلاة والسلام ... ولقد دعوت هذه القصيدة المباركة باسم « ملحمة » اتباعاً للمغاربة الذين أطلقوا هذه الكلمة على ما وضعوه نثراً أو نظماً من وقائعهم الحربية وقصصهم التاريخية ونوادرهم الأدبية » (٢)
وقد بلغ عدد أبيات العلوية المباركة ٥٥٩٥ بيتاً انتهى الشاعر من نظمها سنة ١٣٣٨ هـ. ومطلع القصيدة :
أزِيـنُ ملحمتي الغرّا وأحلِيها |
|
بحمد ربّي فليحَمْدهُ قاريها (٣) |
والملاحم في هذا الخصوص كثيرة جداً (٤) إلاّ أنّ الباحثين والمحققين اهتموا بملحمتين كبيرتين هما ملحمة الشاعر بولس سلامة (٥) المعروفة بـ « عيد الغدير » وهي منظومة في ٣٠٨٥ بيتاً ، أوّلها :
يامـليكَ الحياة أنـزل عليَّـا |
|
عزمة منك تبعث الصخر حيّا (٦) |
وملحمة أهل البيت عليهمالسلام للشاعر عبدالمنعم الفرطوسي حيث مدار البحث عليها يدور.
__________________
١ ـ عبد المسيح الانطاكي ( ١٢٩١ ـ ١٣٤١ هـ ). صحافي ، له نظم كان يمدح به بعض أُمراء العرب وغيرهم ، وهو يوناني الأصل. من آثاره : ديوان « عرف الخزام » ، و « نيل الأماني في الدستور العثماني ». ( الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٩٧ ).
٢ ـ عبدالمسيح أنطاكي : القصيدة العلوية المباركة ، ص ٣.
٣ ـ المصدر السابق.
٤ ـ ينظر : الذريعة ، ج ١٧ ، ص ١٠٨ ـ ١٣٦ وج ٢٢ ، ص ٢٠٠ ـ ٢٠٢.
٥ ـ بولس سلامة ( ١٩٠٣ ـ ١٩٧٩ م ). أديب وشاعر مبدع ، اتسم فكره بالعمق وتعبيره بالسلاسة واُسلوبه بالسهولة. من آثاره : « علي والحسين » ، و « الصراع في الوجود » و « مذكرات جريح » و « حكاية عمر ». ( مصادر الدراسة الأدبية ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ).
٦ ـ بولس سلامة : عيد الغدير ، ص ١٣.