غُرست النواة الاُولى للملحمة في السبعينات يوم عقد الفرطوسي النية على نظم ألفية في مناقب الرسول صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام. وحينها كان الفرطوسي قد فقد بصره بالكامل ولم يعد قادراً على المطالعة إلاّ عن طريق السماع وما يقرأ له من هنا وهناك. فكان يملي ملحمته على تلميذيه الدكتور محمد حسين الصغير (١) والشيخ محمد رضا آل صادق (٢) حتى أواخر السبعينات يوم عزم الخروج من العراق فأكملها في « جنيف » بين عامي ١٩٨٠ و ١٩٨٢ على يد ولده ومرافقه الشيخ حسين (٣).
وعن قصة الملحمة والدوافع والأسباب التي دفعت الشيخ الفرطوسي إلى نظم ملحمته الخالدة يقول الشاعر الشيخ محمد رضا آل صادق : « كُنّا ذات ليلة صيفية جلوساً في الصحن « الحيدري » المطهّر ، أنا والفرطوسي ومحمّد حسين الشيخ علي الصغير ، فجرى ذكر الشعراء وغيرهم ، وعلّق الأخ الشاعر محمد حسين الصغير قائلاً إننا مدينون لرسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام وتعاليمهم وولايتهم ، فهلاّ كتبنا ألفية في شأنهم ليكون لنا ذكر في الدنيا وفخر في الآخرة ؟
__________________
١ ـ محمد حسين علي الصغير ، ولد في مدينة النجف سنة ١٩٤٠ م في بيت علمي وفيه تلقى دراساته العلمية. درس في بغداد والقاهرة وانجلترا. من آثاره : « الصورة الفنية في المثل القرآني » و « تاريخ القرآن ». ( موسوعة أعلام العراق ، ج ١ ، ص ١٨٨ ).
٢ ـ محمد رضا آل صادق ( ١٩٤٥ ـ ١٩٩٤ م ). شاعر وأديب ، من دواوينه : « أنفاس الشباب » ، و « الصوت والأصداء » ، و « الزورق والرياح » ، و « مدائن الظلال ».
٣ ـ محمد حسين الفرطوسي من مقال له نشر في مجلة الموسم : العددان ٢٣ ـ ٢٤ ( ١٩٩٥ م ) ، ص ٣٥٢.