تعد الملحمة بحد ذاتها موسوعة ضخمة ودائرة معارف كبرى تضمّ بين دفتيها ألواناً من المعارف الإسلامية الغنيّة بالمضامين العقائدية والتاريخية والفلسفية والتربوية. وقد تجلّت عبقرية الشيخ الفرطوسي في قدرته الفائقة على جمع وتنسيق عشرات المواضيع المختلفة وصبّها في قالب شعري جميل واُسلوب أدبي رائع يمكّن القارئ من استيعابها بسهولة ويسر دون كبير جهد وعناء.
وقد لخّص الشاعر مواضيع ملحمته في أبيات الإِهداء التي قدمها إلى النبي المختار وأهل بيته الأطهار مفتتحاً بالقول :
هـاك قلبي مضـرجاً بدمـائي |
|
قطعاً فـي سلاسل مـن ولائي |
هـي مـن منبع العقيدة وحـيٌ |
|
لم يكـدّر منه معيـن الصفـاء |
وهـي أغلى من كلّ عقد نفيس |
|
ذهبـيٍ مهما ارتقى فـي الغلاء |
جوهر مـن معادن القدس باقٍ |
|
أين منـه أعـراض دار الفناء |
نفحـات من الهـداية تـذكو |
|
عبَقـاً مـن شمائل الأزكيـاء |
بدئت بالتوحيد وهـو أسـاسٌ |
|
واستطالت بـالعدل خيـر بناء |
وتجلّـت فيهـا نبـوة حــقٍّ |
|
شُفعت فـي إمامة الأوصيـاء |
وتلاهـا المعاد فهـي اُصـولٌ |
|
خمسة فـي شريعـة الحنفـاء |
ودليل الإعجـاز فـي ذكر طه |
|
يقتفيهـا وعصمــة الأنبيـاء |
وبإثر التفـويض والجبـر أمر |
|
بين بينٍ يـأتي ومعنـى البداء |
وسواهـا مـن التوابـع ممّـا |
|
تقتفـي نهجهـا بخيـر اقتفاء |
وجميع الأركان وهي فروع الـ |
|
ـدين فيها بـانت بغيـر خفاء |
وتـراءت كبائر الإثـم فيهـا |
|
وسواهـا صغائـر الأخطـاء |