وكفـانـا مـن التقهقر أنّــا |
|
لم نعالج حتى الأمـور الصغارا |
هـذه حالنـا على حين كادت |
|
أمم الغرب تسبـق الأقـدارا |
أنجب الشرق جامداً يحسب المـر |
|
أة عاراً ، وأنـجبت طيــارا |
تحكم ( البرلمان ) من أمم الدنيـ |
|
ـا نسـاء تمثـل الأقطـارا |
ونسـاء العـراق تمنـع أن تـر |
|
سم خطاً أو تقـرأ الأسفارا (١) |
وهكذا استمرت الدعوات والمطالبات ردحاً من الزمن حتى أصبح تعليم المرأة أمراً أساسياً ، وحقاً من حقوقها المشروعة ، وجزءاً لا يتجزأ من بناء المجتمع المتحضر الذي يصبو إلى الكمال والحياة الفضلى.
شهد العراق منذ مطلع القرن العشرين ثلاثة من أنظمة الحكم : الحكم العثماني ، والحكم الملكي ، والحكم الجمهوري. والذي يهمنا في هذا البحث هو تسليط الضوء على الأجواء السياسية التي مرّ بها العراق في كل من العهدين الملكي والجمهوري ، حيث الفترة التي عاشها الشاعر وتأثر بأحداثها وتقلباتها السياسية. وتمهيداً للبحث لابد من الاشارة الى الخلفيات التاريخية للأحداث التي أطاحت بالنظام العثماني وأقامت على أنقاضه حكماً ملكياً في العراق.
خضع العراق منذ عام ١٥٣٤ م للهيمنة العثمانية مدة تقارب الأربعمائة سنة. وقد استمرت هذه الهيمنة حتى عام ١٩١٨ م حين اندلعت نيران الحرب العالمية الاولى ودخل الأتراك طرفاً مواجهاً للأنجليز وحلفائهم. فانجرّ العراق دون أن
__________________
١ ـ ديوان الجواهري ، ج ١ ، ص ٤٦٢.