مهبط الـوحي والأمين عليه |
|
معـدنٌ للـرسالـة البيضاء |
هـو فجر مـن الجهاد منير |
|
وانطلاق من ربقة الأدعيـاء |
ورسـول بالحق يحكم عدلاً |
|
وحكيم يسمو على الحكماء |
أبصر الأُفق بـالمدينة رحباً |
|
فتجلى من الهدى بضياء (١) |
لم يعمد الشاعر إلى وجوه التحسين اللفظي والمعنوي التي تأتي غالباً لتزيين الكلام وتنميقه. فكما تبيّن سابقاً ومن خلال القراءة الاُولى للملحمة أنَّ الشاعر أخذ على عاتقه رواية التأريخ الإسلامي وتسجيل أحداثه ووقائعه. وفي مثل هذا الموضع لا مجال للمحسنات البديعية ما لم تأت بصورة عفوية وتلقائية.
ومن هنا نجد في الملحمة بعض تلك المحسنات التي لم يتكلّف الشاعر فرضها على نظمه ، بل جاءت مواكبة لنظام القصيدة دون أن تحدث خرقاً في منهجيتها العامة. ومن هذه المحسنات يمكن الاشارة إلى ( الجناس ) (٢) وأنواعه المختلفة كالجناس بين « ناظرات » بمعنى مبصرات و « ناضرات » بمعنى ناعمات في البيت التالي :
ووجـوه لـربّهـا ناظـرات |
|
ناضراتٍ من نعمة وهناء (٣) |
والجناس بين « غدير » و « غزير » في هذا البيت :
وغديـر مـن العلـوم غزير |
|
فيه ريّ الظما من العلماء (٤) |
__________________
١ ـ المصدر السابق ، ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ٢٦٠.
٢ ـ الجناس : هو تشابه لفظين في النطق ، واختلافهما في المعنى. ( جواهر البلاغة ، ص ٣٤٣ ).
٣ ـ ملحمة أهل البيت عليهمالسلام ، ج ١ ، ص ٣٢.
٤ ـ المصدر السابق ، ج ١ ، ص ١٥٣.