٢ ـ السطوح : وفي هذه المرحلة يدرس الطالب الكتب الموضوعة في الفقه الاستدلالي ، ومتون اصول الفقه التي تتضمن عرض الآراء الفقهية والعلمية ومناقشتها بتوسع وحرية مطلقة.
٣ ـ بحث الخارج : وهي آخر مراحل الدارسة الدينية ، حيث يحضر فيها الطالب دروس اعلام المجتهدين وكبار العلماء في الفقه والاصول وتمتاز هذه المرحلة بحرية الطالب المطلقة في المناقشة وابداء الرأي اثناء المحاضرة وبعدها. وفي هذه المرحلة يداوم الطالب على حضور دورة كاملة أو عدة دورات في الفقه والاصول ثم يقدم كتاباته أو تقريراته لاستاذه فاذا نالت قبوله ورضاه يمنحه شهادة يقال لها ( الاجازة ) وعندها يصبح الطالب مجازاً للاجتهاد ومؤهلاً لاستنباط الأحكام الشرعية (١).
وبالرغم من التطور الذي شهده نظام التعليم في النصف الثاني من القرن العشرين فإنّ الاسلوب الدراسي والمنهج التعليمي في الجامعة النجفية لم يطرأ عليه من التغيير والتطور شيء يذكر اللهم الاّ بعض المحاولات الحديثة التي قام بها بعض العلماء النابهين ممن اطلعوا على أساليب الدراسة الحديثة ونالوا قسطاً وافراً من العلوم والفنون المعاصرة.
ومن هذا المنطلق بدأت فكرة التجديد في المناهج الدراسية تتفاعل وتشغل فكر المجددين من طلاب العلوم الدينية الذين حرصوا كل الحرص على أن تبقى المدرسة الدينية مواكبة لمسيرة التطور العلمي غير متخلفة عنه. وقد لعب الطلاب وخاصة الشعراء منهم دوراً ريادياً في بث الدعوة الاصلاحية والحث على التجديد والتطوير في المناهج الدراسية. ومن هؤلاء الشعراء يأتي السيد مصطفى
__________________
١ ـ جعفر الخليلي : موسوعة العتبات المقدسة ، ج ٧ ، ص ٩٢ ـ ١٠٠.