جملة من قصائده وفي اكثر من مناسبة. يقول من قصيدة:
أحنُّ لتربة بحمـى ( علي ) |
|
يفوح بطيب نفحتهـا الرغام |
وأشتاق المرابع مـن ثراها |
|
يطيب بهـا لمشتاق مقام (١) |
ويقول ايضاً :
مدينـة النجف الغـرّاء يا أُفقـا |
|
يوحى ويا تربـة تحيي بما خصبا |
كم احتضنت وكم خرّجت نابغـة |
|
فذاً وشيخاً على أسفاره حدِبـا |
فأنت مـدرسة للعلم جـامعـة |
|
تقري العقول وترويها بما عذباً (٢) |
قرأ عبد المنعم في بدايات دراسته على والده الذي عني بتربيته واهتم بتنشئته تنشئةً دينية صالحة. وقد تركت هذه العناية الأبوية آثارها في توجيه الصبي توجيها علمياً صحيحياً. الاّ انّ نعمة الأبوة لم تدم طويلاً على الصبي فقد فجع بفقد والده وهو في سن الثانية عشرة ، فكفله عمه الشيخ علي (٣) الذي أولاه من عنايته وعطفه ما أولاه ، فكان يجمع ما بقي لأخيه من نتاج الأرض الزراعي القليل ويدفعه الى والدة الصبي التي بذلت هي الأخرى جهوداً جبارة في تربية ولدها عبد المنعم وتربية أشقائه في ظروف قاسية وحياة ضيقة صعبة.
وفي الخامسة عشرة من عمره يبلغ عبد المنعم منعطفاً تاريخياً هاماً من مسيرة حياته. ففي هذه السن يلبس العمامة البيضاء ويصبح شيخاً روحانياً يشعر
__________________
١ ـ ديوان الفرطوسي ، ج ٢ ، ص ١٦٥.
٢ ـ المصدر السابق ج ٢ ، ص ١٦١.
٣ ـ الشيخ علي الفرطوسي : من اعلام اسرته وهو عالم جليل على جانب عظيم من الاخلاق العالية. تخرج على العلامتين الشيخ احمد والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء وحضر عند غيرهم من اعلام عصره. توفي سنة ١٣٧١ هـ عن عمر يقارب الثمانين ودفن في ايوان العلماء بجوار مرقد الامام علي عليهالسلام. ( ينظر ما ضي النجف وحاضرها ، ج ٣ ، ص ٦٧ ، وكذلك الملحق رقم ( ١ ) ).