عما في أيدي الناس. أما عن ورعه وتقواه فقد كان مثالاً يحتذى به في الزهد والصلاح واُسوة طيبة في الهداية والاقتداء.
شغل السفر حيّزاً من حياة الشاعر ومنذ سنيه الأولى. فما ان بلغ الخامسة عشرة من عمره حتى أُلقي على كاهله مسؤولية ادارة عائلته وتنظيم حياته وحياة اسرته. فكان يقصد باستمرار منطقة ريفية من ناحية « المجر الكبير » بجنوب العراق لأستحصال نتاج الأرض التي كانت لهم في تلك المنطقة (١). وبعد أن بلغ شأواً في العلم والمعرفة أخذ يتردد على تلك المناطق وخاصة أرياف « العمارة » و « الناصرية » للوعظ والارشاد وتسلم الحقوق الشرعية.
واضافة الى واجبه الديني وعمله التوجيهي الذي كان يحتم عليه السفر الى مناطق مختلفة من العراق ، وكذلك زياراته للعتبات المقدسة في كربلاء والكاظمية وسامراء ، فانّ المناسبات الدينية والمهرجانات الأدبية التي كانت تقام بين الحين والآخر في مدن مختلفة دفعته الى تحمل عبء السفر والمشاركة الفاعلة في إحياء تلك المناسبات.
فمن تلك المناسبات التي ساهم فيها الشاعر بابداع شعري رائع ، الحفل الذي أقامته الهيئة العلمية في كربلاء ليلة مولد الامام المهدي عليهالسلام سنة ١٣٦٩ هـ ( ١٩٥٠ م ). وقد انشد الفرطوسي في هذه المناسبة قصيدة هي غاية في الروعة والجمال ، يقول في جملة من أبياتها :
__________________
١ ـ ديوان الفرطوسي ، ج ١ ، ص ١٩.