وأبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوي إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية : « كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ. كِتابٌ مَرْقُومٌ » (١)
باب
التسليم وفضل المسلمين
١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سدير قال قلت لأبي جعفر عليهالسلام إني تركت مواليك مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض قال فقال وما أنت وذاك إنما كلف الناس ثلاثة معرفة الأئمة والتسليم لهم فيما ورد عليهم والرد إليهم فيما اختلفوا فيه.
______________________________________________________
وفي نسخ البصائر ، وفي ما سيأتي في كتاب الإيمان والكفر أيضا بهذا السند ، والاستشهاد بالآية أيضا لا يستقيم إلا عليه واختلفوا في تفسير السجين أيضا فقيل : الأرض السابعة ، وقيل : أسفل منها ، وقيل : جب في جهنم ، وفي الصحاح سجين موضع فيه كتاب الفجار ، وقال ابن عباس : ودواوينهم ، قال أبو عبيدة : هو فعيل من السجن كالفسيق من الفسق ، ووجه الاستشهاد بالآية ما مر.
باب التسليم وفضل المسلمين
الحديث الأول : ضعيف بل مختلف فيه ، حسن عندنا.
« إني تركت مواليك » أي بالكوفة « مختلفين » أي في الفتاوى « ما أنت وذاك » الاستفهام للتوبيخ والإنكار والواو بمعنى مع ، والضمير المجرور في « عليهم » للناس وفي « لهم » و « إليهم » للأئمة ، والمعنى أنه لا يضرك اختلافهم ، ولا ينبغي لك التعرض لهم ، والتسليم هو الانقياد التام فيما يصدر عنهم عليهمالسلام قولا وفعلا ، وعدم الاعتراض عليهم في قيامهم بالأمر وقعودهم عنه ، وظهورهم وغيبتهم ، وما يصدر عنهم من الأحكام وغيرها على وجه التقية أو المصلحة أو غيرهما ، والرد إليهم استعلام الأمر منهم عند
__________________
(١) سورة المطففين : ٧ ـ ٩.