نفسها قد تعمر الف سنة او الفي سنة ، والانسان لا يعمر اكثر من سبعين او ثمانين سنة ، وفي النادر يبلغ مائة سنة.
فالجراثيم المعدة لإخلاف النسل تبقى حية وتنمو كما تقدم ، ولكن سائر اجزاء الجسم يموت كأن الموت مقدور عليه.
وقد مرت القرون والناس يحاولون التخلص من الموت او اطالة الاجل ، ولا سيما في هذا العصر ، عصر مقاومة الامراض والآفات بالدواء والوقاية ، ولم يثبت على التحقيق ان احداً عاش فيه (١٢٠) سنة مثلاً.
لكن العلماء الموثوق بعلمهم يقولون : ان كل الانسجة الرئيسية من جسم الحيوان تقبل البقاء الى ما لا نهاية له ، وانه في الامكان ان يبقى الانسان حياً اُلوفاً من السنين ، اذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته.
وقولهم هذا ليس مجرّد ظن ، بل هو نتيجة عملية مؤيدة بالامتحان.
فقد تمكّن احد الجراحين من قطع جزء من حيوان وابقائه حياً أكثر من السنين التي يحياها ذلك الحيوان عادة ، اي صارت حياة ذلك الجزء مرتبطة بالغذاء الذي يُقدم لها بعد السنين التي يحياها ، فصار في الامكان ان يعيش الى الابد ما دام الغذاء اللازم موفوراً له.
وهذا الجراح هو الدكتور الكسي كارل ، من المشتغلين في معهد روكفلر بنيويورك.
وقد امتحن ذلك في قطعة من جنين الدجاج ، فبقيت تلك القطعة حية نامية اكثر من ثماني سنوات.
وهو وغيره امتحنوا قطعا من اعضاء جسم الانسان من اعضائه وعضلاته وقلبه وجلده وكليته ، فكانت تبقى حية نامية ما دام الغذاء اللازم موفوراً لها.
حتى قال الاستاذ ديمند وبرل من اساتذة جامعة جونس هبكنس : ان كل