يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك ولم تخر كنت كالجبل لا تحركه العواصف وكنت كما قال عليهالسلام آمن الناس في صحبتك وذات
______________________________________________________
سابقه في هذا الأمر أي سبق الناس إليه ، انتهى.
وقيل : السوابق الخيل التي لا بد من تقديمها ، والسبق إليها في الخلافة والفضيلة ما يوجب الفضل والذهاب بها أخذها والاتصاف بها منفردا ، أو ذهبت بها إلى الآخرة « لم تفلل حجتك » على بناء المجهول من المجرد أو بناء المعلوم من باب التفعل بحذف إحدى التائين في القاموس فله وفلله ثلمة فتفلل وانفل وافتل والقوم هزمهم فانفلوا أو تفللوا وسيف فليل ومفلول : منثلم ، انتهى.
شبه عليهالسلام الحجة على الإمامة وسائر الأمور الحقة بالسيف القاطع ، وأثبت لها الفلول « ولم يزغ » من باب ضرب أي لم يمل إلى الباطل « ولم تضعف » من باب حسن وكذا لم تجبن « ولم تخر » من الخرور وهو السقوط من علو إلى سفل أو مطلقا والفعل من باب ضرب ونصر ، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة من الحيرة ، وفي الإكمال والمجالس وبعض نسخ الكتاب : ولم تخن ، من الخيانة وهو أظهر.
« وكنت كالجبل لا تحركه العواصف » وفي النهج كالجبل لا تحركه القواصف ، وفي الإكمال لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف ، والقواصف الرياح الشديدة التي تكسر السفن ونحوها ، أو شديدة الصوت كالرعد ، والريح العاصف العاصفة الشديدة ، شبهه عليهالسلام في قوة الإيمان وشدة اليقين وكمال العزم في أمور الدين وعدم تزلزله فيها بالشكوك والشبهات والأغراض والشهوات بالجبل حيث لا تحركه الرياح الشديدة.
« وكنت كما قال » أي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في شأنك « آمن الناس » آمن أفعل التفضيل مأخوذ من الأمانة ضد الخيانة « في صحبتك و » في « ذات يدك » أي كنت أكثر الناس أمانة في مصاحبتك بحيث لا تغش فيها أصلا ، وفي الأموال التي بيدك من بيت المال وغيره أو الأعم منها ومن العلوم والمعارف التي خصه الله بها ، وقيل : في للتعليل والمراد بالصحبة ملازمته للرسول في الخلوات لتعلم الأحكام وبذات يده ما معه من العلوم