يدك وكنت كما قال عليهالسلام ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز [ ولا لأحد فيك مطمع ] ولا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق والصدق والرفق وقولك حكم وحتم وأمرك حلم وحزم ورأيك علم وعزم فيما فعلت وقد نهج السبيل وسهل العسير ـ وأطفئت
______________________________________________________
والمعارف ولا يخفى بعده « ضعيفا في بدنك » أي كانوا يرونك ضعيفا بحسب الجسم والبدن أو كنت في أمر رعاية بدنك وتربيتها ضعيفا ، وفي إقامة دين الله والجهاد في سبيله قويا « متواضعا في نفسك » أي عند نفسك متذللا متواضعا.
« لم يكن لأحد فيك مهمز » المهمز والمغمز مصدران أو أسماء مكان من الهمز والغمز وهما بمعنى ، أو الهمز الغيبة والوقيعة في الناس وذكر عيوبهم ، والغمز : الإشارة بالعين خاصة أو بالعين والحاجب واليد ، وفي فلان مغمز أي مطعن ، والهماز والهمزة العياب والنفي لظهور الفساد ، والمطمع أيضا مصدر أو اسم مكان ، أي لم يكن أحد يطمع منك أن تميل إلى جانبه بغير حق أو لا تطمع في مال أحد والأول أظهر.
وقال في النهاية : فيه لا يأخذه في الله هوادة ، أي لا يسكن عند وجوب حد لله ولا يحابي فيه أحدا ، والهوادة : السكون والرخصة والمحاباة ، انتهى.
« الضعيف الذليل » أي عند الناس وهو استئناف لبيان نفي الهوادة « حتى تأخذ » تعليل أو غاية للقوة والعزة إذ بعد ذلك هو وسائر الناس عنده سواء « قولك حكم » أي حكمة أو محكم ومتقن ، والحزم ضبط الأمر والأخذ فيه بالثقة « ورأيك علم » أي مبني على العلم لا الظن والتخمين « وعزم » أي تعزم عليه لابتنائه على اليقين « فيما عملت » (١) أي رأيك كذلك في كل ما فعلت ، وفي الإكمال والمجالس « فأقلعت وقد نهج السبيل » وهو الصواب ، أي فمضيت وذهبت عنا وقد وضح سبيل الحق ببيانك ،
__________________
(١) وفي المتن « في ما فعلت ».