.................................................................................................
______________________________________________________
فاطمة فمزقه ، فخرجت فاطمة عليهاالسلام تبكي فلما كان بعد ذلك جاء علي عليهالسلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار فقال : يا أبا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد ملكته في حياة رسول الله؟ فقال أبو بكر : إن هذا فيء للمسلمين فإن أقامت شهودا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه ، فقال أمير المؤمنين : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟ قال : لا ، قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ثم ادعيت أنا فيه من تسأل البينة؟ قال : إياك كنت أسأل البينة ، قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعده ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوها شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟ فسكت أبو بكر فقال عمر : يا علي دعنا من كلامك فإنا لا نقوى على حجتك فإن أتيت بشهود عدول وإلا فهو فيء للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه فقال علي عليهالسلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله؟ قال : نعم ، قال : أخبرني عن قول الله عز وجل : « إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » (١) فينا نزلت أو في غيرنا؟ قال : بل فيكم قال : فلو أن شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ما كنت صانعا بها؟ قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على سائر المسلمين ، قال : كنت إذا عند الله من الكافرين ، قال : ولم؟ قال : لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدك وقبضته في حياته ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها وأخذت منها فدك وزعمت أنه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه ، فرددت قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه.
قال : فدمدم الناس (٢) وأنكر بعضهم وقالوا : صدق والله علي ورجع علي عليهالسلام
__________________
(١) سورة الأحزاب : ٣٣.
(٢) دمدم : كلّم مغضبا.