.................................................................................................
______________________________________________________
ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد وصلى خلف أبي بكر وخالد بن الوليد بجنبه ومعه السيف ، فلما جلس أبو بكر للتشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وعرف شدة علي وبأسه فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس أنه سها ثم التفت إلى خالد وقال : خالد لا تفعلن ما أمرتك ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا خالد ما الذي أمرك به؟ قال : أمرني بضرب عنقك قال : أو كنت فاعلا؟ قال : أي والله لو لا أنه قال لي : لا تفعله قبل التسليم لقتلتك ، قال : فأخذه علي فجلد به الأرض فاجتمع الناس عليه فقال عمر : يقتله ورب الكعبة فقال الناس : يا أبا الحسن الله الله بحق صاحب القبر ، فخلى عنه.
ثم التفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه (١) فقال : يا بن صهاك والله لو لا عهد من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ، ودخل منزله.
وروى الصدوق (ره) في العلل نحوا من ذلك بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وقالت فاطمة صلوات الله عليها في الخطبة الطويلة التي احتجت على القوم في أمر فدك : وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ، أفلا تعلمون؟ بلى تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته ، أيها المسلمون ، أأغلب على إرثيه ، يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئا فريا ، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول : « وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ » (٢) وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا عليهالسلام : إذ قال
__________________
(١) تلابيب جمع التلبيب : ما في موضع اللبب من الثياب ويعرف بالطوق ، يقال : أخّ بتلابيبه ، أي أمسكه متمكنا منه.
(٢) سورة النمل : ١٦.