أما والله يا ابن الخطاب لو لا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله ثم أجده سريع الإجابة.
______________________________________________________
وإخراج علي إلى بيعة أبي بكر وسائر ما مر قليل منها آنفا « أخذت » أي للضرورة لإنقاذ أمير المؤمنين عليهالسلام من أيديهم ، وكان واجبا على جميع الخلق ، وقيل : أي أمرت بذلك من قبيل : قطع الأمير اللص ، قال الفيروزآبادي : لب به تلبيبا جمع ثيابه عند نحره في الخصومة ثم جره ، والتلبيب ما في موضع اللبب من الثياب اسم كالتمتين « من لا ذنب له » أي من لم يبايع أبي بكر أو بائع جبرا والأطفال ونحوهم ، أو جميع من في المشرق والمغرب ممن لم يعلم بالواقعة أيضا لأن العذاب إذا نزل عم.
وقال في المغرب : القسم على الله أن تقول : بحقك أفعل كذا وإنما عدي بعلى لأنه ضمن معنى التحكم.
وأقول : روى أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج عن أبي عبد الله عليهالسلام وابن شهرآشوب عن الشيخ في اختيار الرجال عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وعن سلمان الفارسي رضياللهعنه : أنه لما استخرج أمير المؤمنين عليهالسلام من منزله خرجت فاطمة عليهاالسلام فما بقيت هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر فقالت : خلوا عن ابن عمي فو الذي بعث محمدا بالحق لأن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله على رأسي ، ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى ، فما ناقة صالح بأكرم على الله مني ، ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي ، قال سلمان رضياللهعنه : كنت قريبا منها ، فرأيت والله أساس حيطان المسجد ، مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ ، فدنوت منها فقلت : يا سيدتي ومولاتي إن الله بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة ، فرجعت ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها ، فدخلت في خياشيمنا (١).
أقول : سيأتي بعض القول في ذلك في شرح الروضة إنشاء الله ، وتفصيل القول في تلك الوقائع موكول إلى كتابنا الكبير.
__________________
(١) خياشيم جمع الخيوشم : أقصى الأنف.