البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد فقال يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق والأسد رابض في ناحية فدعيني أمضي إليه
______________________________________________________
وقيل : رومان ، وقيل : مهران ، وكنيته المشهورة أبو عبد الرحمن ، وسبب تسميته بسفينة أنه حمل متاعا كثيرا لرفقائه في الغزو فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : أنت سفينة ، وقال الذهبي : أعتقته أم سلمة.
وأشارت فضة إلى قصته المشهورة واختلف فيها ، قال في شرح السنة أن سفينة مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخطأ الجيش بأرض الروم وأسر فانطلق هاربا يلتمس الجيش ، فإذا هو بأسد فقال : يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان من أمري كيت وكيت ، فأقبل الأسد حتى قام إلى جنبه كلما سمع صوتا أهوى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبه حتى أبلغه الجيش ثم رجع.
وروى الراوندي في الخرائج والجرائح عن ابن الأعرابي أن سفينة مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : خرجت غازيا فكسر بي فغرق المركب وما فيه وأفلت (١) وما علي إلا خرقة قد اتزرت بها ، وكنت على لوح ، وأقبل اللوح يرمي بي على جبل في البحر ، فإذا صعدت وظننت أني نجوت جاءتني موجة فانتسفتني (٢) ففعلت بي مرارا ثم إني خرجت اشتد على شاطئ البحر ، فلم تلحقني فحمدت الله على سلامتي ، فبينا أنا أمشي إذا بصر بي أسد وأقبل يزأر (٣) إلى أن يفترسني ، فرفعت يدي إلى السماء فقلت : اللهم إني عبدك ومولى نبيك نجيتني من الغرق ، أفتسلط علي سبعك؟ فألهمت أن قلت : أيها السبع أنا سفينة مولى رسول الله ، احفظ رسول الله في مولاه ، فو الله إنه لترك الزئير وأقبل كالسنور يمسح خده بهذا الساق مرة وبهذه أخرى وهو ينظر في وجهي مليا ثم طأطأ ظهره (٤) وأومأ إلى أن أركب
__________________
(١) أي تخلّصت.
(٢) انتسف الشيء : اقتعله.
(٣) الزئير : صوت الأسد.
(٤) من طأ طأ رأسه : خفضه.