الخيل فلما نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد لعنه الله فتنة لا تثيروها انصرفوا فانصرفوا
______________________________________________________
قوله لعنه الله : لا تثيروها أي لا تظهروها ولا تفشوها ، ويدل على أن للحيوانات شعورا ، وعلى أن بعضهم يحبون أهل البيت ويعرفونهم ، ويمكن أن يكون الله تعالى ألهمه في هذا الوقت أن يفعل هذا الفعل أو أعطاه شعورا عرف كلام فضة ، ويدل على أن ما ذكره الخاصة والعامة من وقوع هذا الأمر الفظيع لا أصل له.
حتى أن السيد بن طاوس قدسسره قال في كتاب الملهوف : ثم نادى عمر ابن سعد في أصحابه : من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره؟ فانتدب منهم عشرة وهم إسحاق بن حوية الذي سلب الحسين عليهالسلام قميصه ، وأخنس بن مرثد وحكيم ابن طفيل ، وعمرو بن صبيح ، ورجاء بن منقذ ، وسالم بن خيثمة ، وصالح بن وهب ، وواخط بن ناعم ، وهاني بن ثبيت ، وأسيد بن مالك ، فداسوا الحسين صلوات الله عليه بحوافر خيلهم حتى رضوا ظهره وصدره.
قال : وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد فقال أسيد بن مالك أحد العشرة :
نحن رضضنا الظهر بعد الصدر |
|
بكل يعبوب شديد الأسر (١) |
فقال ابن زياد : من أنتم؟ فقالوا : نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنا جناجن صدره (٢) فأمر لهم بجائزة يسيرة ، قال أبو عمر والزاهد : فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زناء ، وهؤلاء أخذهم المختار فشد أيديهم وأرجلهم بسلك الحديد وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا ، انتهى.
وأقول : المعتمد ما رواه الكليني (ره) ويمكن أن يكون ما رواه السيد ادعاء من الملاعين ذلك لإخفاء هذه المعجزة ، وكأنه لذلك قلل ولد الزنا جائزتهم لعلمه
__________________
(١) اليعبوب : الفرس السريع. والاسر : الدرع الحصينة.
(٢) الجناجن : عظام الصدر.