وعن الصفار أيضاً قال : وما وجدت في نوادر محمد بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى الأئمة عليهمالسلام فقال إنا أنزلناه الكتاب لتحكم بين الناس بما أراك الله وصي اراك الله وهي جارية في الأوصياء (١).
وعن الصفار بإسناده عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن الإمام فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان؟ فقال : نعم وذلك أن رجلاً سأله عن مسألة فأجابه فيها سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الأولين (٢) ، ثم قال هذا عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب وهكذا هي في قراءة علي قال : قلت أصلحك الله فحين اجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام ، فقال سبحان الله أما تسمع الله يقول في كتابه إن في ذلك لآيات للمتوسمين وهم الأئمة وإنها لبسبيل مقيم لا يخرج منها أبداً ، ثم قال نعم إن الإمام إذا نظر إلى الرجل عرفه وعرف لونه وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو إن الله يقول ومن آية خلق السماوات والأرض واختلاف السنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين فهم العلماء وليس يسمع شيئاً من الألسن تنطق إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به (٣).
رب سائل يقول إن الرواية لا تدل على تفويض الأحكام والتشريع ، وإنما تدل على علم الإمام بموضوعات الأحكام ، وأن الشخص الفلاني موضوع للحكم الفلاني ، والآخر موضوع لحكم آخر ، وإن كانا متشابهين في الخصوصيات ، كما لو سئل المفتي ماذا يصنع المسافر؟ فيقول يقصر ، ثم يسأل ماذا يصنع المسافر الآخر؟ فيقول يقصر ، ثم يسأل ماذا يصنع المسافر الآخر؟ فيقول يتم ، لأنه يعلم أن الثاني قد أقام عشرة أيام.
____________
(١) بصائر الدرجات ٤٠٥.
(٢) العبارة كما في الكافي ، وأما عبارة البصائر فيها إضطراب.
(٣) بصائر الدرجات ٤٠٧ ، وأصول الكافي ١ | ٤٣٨.