إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد فوضه إلينا (١).
وفي رواية الصفار فإن الله تبارك وتعالى فوض إلى الأئمة منا وإلينا ما فوض إلى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فلا تجزع (٢).
معرفة الإمام ومنزلته
هذه الأحاديث وما ضارعها في المعنى تنص على أن خصوصية التفويض التي كانت للرسول كانت للأئمة عليهمالسلام وأنها توارثها منه عليهمالسلام فالتفويض لهم أحد الأسرار التي أودعها الله سبحانه فيهم لكرامتهم على الله وعلو منزلتهم فهم عباد مكرمون.
عن الصفار بإسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا علياً عليهالسلام في المرض الذي توفى فيه ، فقال يا علي ادن مني حتى أسر إليك ما أسر الله إلى وأئتمنك على ما ائتمنني الله عليه ففعل ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعلي عليهالسلام وفعله علي بالحسن عليهالسلام وفعله الحسن بالحسين عليهالسلام وفعله الحسين عليهالسلام بأبي وفعله أبي بي صلوات الله عليهم أجمعين (٣). أقول لو علمن امنزلة الإمام المعصوم عند الله سبحانه وما يمتلك من صفات وميزات وقدرات انطلاقاً من الواقع الإيماني الذي هم عليه ومعرفتهم بالله وعبوديتهم له وطاعتهم الخالصة ... لو علمنا ذلك حقاً لهان الخطاب ولأرتفع الشك والأصبح كل ماقبل في حقهم قليل بعد تنزيههم عن الربوبية والنبوة (٤).
ولمعرفة الإمام ومنزلته نذكر الخبر المروي عن عبد العزيز بن مسلم عن الرضا عليهالسلام حيث قال : كنا مع الرضا عليهالسلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف
__________________
(١) أصول الكافي ١ | ٢٦٥.
(٢) بصائر الدرجات ٤٠٤.
(٣) بصائر الدرجات ٣٩٧.
(٤) كما ورد عن أمير المؤمنين ( ع ) أنه قال : إياكم والغلو فينا ، قولوا إنا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم ...