رجليه فأنزل الله سبحانه وتعالى : « طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى » (١).
______________________________________________________
لمحو السيئات فأجاب صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه ليس منحصرا في ذلك بل يكون لشكر النعم الغير المتناهية ورفع الدرجات الصورية والمعنوية بل الطاعات عند المحبين من أعظم اللذات كما عرفت.
« طه » قيل : معنى « طه » يا رجل عن ابن عباس وجماعة ، وقد دلت الأخبار الكثيرة أنه من أسماء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم روى علي بن إبراهيم في تفسيره بإسناده عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام قالا : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورم فأنزل الله تبارك وتعالى « طه » بلغة طي يا محمد « ما أَنْزَلْنا ». الآية.
وروى الصدوق في معاني الأخبار بإسناده عن سفيان الثوري عن الصادق عليهالسلام في حديث طويل قال فيه : فأما طه فاسم من أسماء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعناه : يا طالب الحق الهادي إليه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى بل لتسعد ، وروى الطبرسي في الاحتجاج عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهمالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ولقد قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه وأصفر وجهه يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك ، فقال الله عز وجل « طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى » بل لتسعد به « الخبر ».
وقال النسفي من العامة : قال القشيري : الطاء إشارة إلى طهارة قلبه عن غير الله ، والهاء إلى اهتداء قلبه إلى الله ، وقيل : الطاء طرب أهل الجنة والهاء هوان أهل النار ، وقال الطبرسي (ره) : روي عن الحسن أنه قرأ طه بفتح الطاء وسكون الهاء ، فإن صح ذلك عنه فأصله طاه فأبدل من الهمزة هاء ومعناه طأ الأرض بقدميك جميعا فقد روي أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يرفع إحدى رجليه في الصلاة ليزيد تعبه ، فأنزل الله : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، فوضعها ، وروي ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام.
__________________
(١) سورة طه : ١ ـ ٢.