أَيْدِيَكُمْ » (١) قال يعني كفوا ألسنتكم.
______________________________________________________
أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً » وقال المفسرون : قيل لهم أي بمكة « كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ » أي أمسكوا عن قتال الكفار فإني لم أومر بقتالهم « فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ » بالمدينة خافوا من الناس وقتلهم إياهم كخشية الله من عقابه « أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ » وهو أن نموت بآجالنا وكذا في تفسير علي بن إبراهيم أيضا.
وفي بعض الأخبار أن ذلك أمر لشيعتنا بالتقية إلى زمن القائم عليهالسلام كما قال الصادق عليهالسلام : أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا وتدخلوا الجنة ، وعن الباقر عليهالسلام : أنتم والله أهل هذه الآية ، وفي بعض الأخبار « كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ » مع الحسن عليهالسلام « كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ » مع الحسين عليهالسلام « إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ » إلى خروج القائم عليهالسلام فإن معه الظفر ، فهذا الخبر إما تفسير لظهر الآية كما ذكرنا أولا أو لبطنها بتنزيل الآية على الشيعة في زمن التقية وهذا أنسب بكف الألسن تقية فإن أحوال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أول أمره وآخره كان شبيها بأحوال الرسول في أول الأمر حين كونه بمكة وترك القتال لعدم الأعوان وأمره في المدينة بالجهاد لوجود الأنصار ، وكذا حال الحسن عليهالسلام في الصلح والهدنة وحال الحسين عليهالسلام عند وجود الأنصار ظاهرا وحال سائر الأئمة عليهمالسلام في ترك القتال والتقية مع حال القائم عليهالسلام ، فالآية وإن نزلت في حال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فهي شاملة لتلك الأحوال أيضا لمشابهتها لها واشتراك العلل بينها وبينها.
وأما تفسيره عليهالسلام كف الأيدي بكف الألسن على الوجهين يحتمل وجوها
__________________
(١) سورة النساء : ٧٧.