فانقطع إلى الله بقلب منيب من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا انخزال أعاننا الله وإياك على طاعته ووفقنا الله وإياك لمرضاته.
٢٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة وغيره ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله.
٢٥ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء قال سمعت الرضا
______________________________________________________
فإنها على الأشقياء كذلك وإن كانت للأصفياء روضة من رياض الجنة « فانقطع » أي عن الدنيا وأهلها « بِقَلْبٍ » أي مع قلب « مُنِيبٍ » أي تائب راجع عن الذنوب ، إشارة إلى قوله تعالى : « مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ » (١) قال الطبرسي أي وافى الآخرة بقلب مقبل على طاعة الله ، راجع إلى الله بضمائره « من رفض الدنيا » من تعليل للإنابة ، أو للانقطاع ، وعزم عطف على قلب « ليس فيه انكسار » أي وهن « ولا انخزال » أي تثاقل أو انقطاع ، في القاموس : الانخزال مشية في تثاقل والاختزال الانفراد والحذف والاقتطاع ، وانخزل عن جوابي لم يعبأ به ، وفي كلامه : انقطع « لمرضاته » أي لما يوجب رضاه عنا.
الحديث الرابع والعشرون : ضعيف كالموثق أو كالحسن.
« كمثل ماء البحر » أي المالح ، وهذا من أحسن التمثيلات للدنيا وهو مجرب فإن الحريص على جمع الدنيا كلما ازداد منها ازداد حرصه عليها ، وأيضا كلما حصل منها لا بد له لحفظه ونموه وسائر ما يليق به ويناسبه من أشياء أخرى ولا ينتهي إلى حد فيصرف جميع عمره في تحصيلها حتى يموت ولا يبقى له إلا حسراتها وعقوباتها أعاذنا الله منها.
الحديث الخامس والعشرون : ضعيف على المشهور معتبر.
وقال في النهاية : فيه حواريي من أمتي أي خاصتي من أصحابي وناصري ،
__________________
(١) سورة ق : ٣٣.