بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته ولسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه لا يزدادن أحدكم كبرا
______________________________________________________
الثوب وغيره ، وأهل الرجل وخاصته وناحيته وظله ، انتهى.
وقيل : المراد خفض الجناح وعدم تأذي من يجاوره وقيل : يعني لين الجانب وحسن الصحبة مع العشيرة وغيرهم موجب لمعرفتهم المودة منه ومن البين أن ذلك موجب لمودتهم له ، فلئن الجانب مظهر للمودة من الجانبين ، وقيل : « يلن » إما بصيغة المعلوم من باب ضرب أو باب الأفعال ، والحاشية الأقارب والخدمة أي من جعلهم في أمن وراحة تعتمد الأجانب على مودته.
وأقول : الظاهر أنه من باب الأفعال والمعنى من أدب أولاده وأهاليه وعبيده وخدمه باللين وحسن المعاشرة والملاطفة بالعشائر وسائر الناس يعرف أصدقاؤه أنه يودهم وإن أكرمهم بنفسه وآذاه خدمه وأهاليه لا يعتمد على مودته كما هو المجرب.
وفي النهج : ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة ، فيحتمل الوجهين أيضا بأن يكون المراد لين جانبه وخفض جناحه أو لين خدمه وأتباعه.
« يخلف الله » على بناء الأفعال « في دنياه » متعلق بيخلف إشارة إلى قوله تعالى :
« وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ » (١) ولسان الصدق للمرء أي الذكر الجميل له بعده ، أطلق اللسان وأريد به ما يوجد به أو من يذكر المرء بالخير ، وإضافته إلى الصدق لبيان أنه حسن وصاحبه مستحق لذلك الثناء ، ويجعله صفة للسان لأنه في قوة لسان صدق ، أو حال وخير خبره ، وفي بعض النسخ خيرا بالنصب فيحتمل نصب لسان من قبيل ما أضمر عامله على شريطة التفسير ، ورفعه بالابتداء ويجعله خبره وخيرا مفعول ثان ليجعله ، وعلى التقادير فيه ترغيب على الإنفاق على العشيرة فإنه
__________________
(١) سورة سبأ : ٣٩.