من كتاب الله عز وجل البارحة فأقلقتني قال وما هي قال قول الله جل وعز ذكره : « الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ
______________________________________________________
وقت كان وبكر تبكيرا مثله ، والقلق الاضطراب « الَّذِينَ يَصِلُونَ » قال الطبرسي قدسسره : قيل : المراد به الإيمان بجميع الرسل والكتب كما في قوله : « لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ » وقيل : هو صلة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وموازرته والجهاد معه ، وقيل :
هو صلة الرحم عن ابن عباس وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام وقيل : هو ما يلزم من صلة المؤمنين أن يتولوهم وينصروهم ويذبوا عنهم. وتدخل فيه صلة الرحم وغير ذلك.
وروى جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : بر الوالدين وصلة الرحم يهونان الحساب ، ثم تلا هذه الآية.
وروى محمد بن الفضيل عن الكاظم عليهالسلام في هذه الآية قال : هي رحم آل محمد معلقة بالعرش تقول : اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، وهي تجري في كل رحم.
وروى الوليد عن الرضا عليهالسلام قال : قلت له : هل على الرجل في ما له شيء سوى الزكاة؟ قال : نعم أين ما قال الله « وَالَّذِينَ يَصِلُونَ » « الآية ».
« وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ » أي يخافون عقاب ربهم في قطعها « وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ » قيل فيه أقوال : أحدها : أن سوء الحساب أخذهم بذنوبهم كلها من دون أن يغفر لهم شيء منها.
والثاني : هو أن يحاسبوا للتقريع والتوبيخ فإن الكافر يحاسب على هذا الوجه والمؤمن يحاسب ليسر بما أعد الله له.
والثالث : هو أن لا تقبل لهم حسنة ولا يغفر لهم سيئة ، روي ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام.