الحسن عليهالسلام ـ وقد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم ـ لأبي
______________________________________________________
أمرت بها له.
فقال هارون : إن في هذا لفيصلا فأرسل إلى جعفر ليلا وقد كان عرف سعاية يحيى به فتباينا ، وأظهر كل واحد منهما لصاحبه العداوة فلما طرق جعفرا رسول الرشيد بالليل خشي أن يكون قد سمع فيه قول يحيى وإنه إنما دعاه ليقتله ، فأفاض عليه ماء ودعا بمسك وكافور فتحنط بهما ، ولبس بردة فوق ثيابه وأقبل إلى الرشيد فلما وقعت عليه عينه وشم رائحة الكافور ورأى البردة عليه.
قال : يا جعفر ما هذا؟ فقال : يا أمير المؤمنين قد علمت أنه سعى بي عندك فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم آمن أن يكون قد قدح في قلبك ما يقال علي ، فأرسلت إلى لتقتلني ، فقال : كلا ولكن خبرت إنك تبعث إلى موسى بن جعفر من كل ما يصير إليك بخمسة ، وإنك قد فعلت ذلك في العشرين الألف الدينار فأحببت أن أعلم ذلك.
فقال جعفر : الله أكبر يا أمير المؤمنين تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها بخواتيمها ، فقال الرشيد لخادم له : خذ خاتم جعفر ، وانطلق به حتى تأتيني بهذا المال وسمى له جعفر جاريته التي عندها المال فدفعت إليه البدر بخواتيمها فأتى بها الرشيد فقال له جعفر : هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليك ، قال : صدقت يا جعفر انصرف آمنا فإني لا أقبل فيك قول أحد ، قال : وجعل يحيى يحتال في إسقاط جعفر.
قال النوفلي : فحدثني علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي ، عن بعض مشايخه ، وذلك في حجة الرشيد قبل هذه الحجة ، فقال : لقيني علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ، فقال لي : ما لك قد أخملت نفسك؟ ما لك لا تدبر أمر الوزير ، فقد أرسل إلى فعادلته وطلبت الحوائج إليه ، وكان سبب ذلك أن يحيى بن خالد قال ليحيى بن أبي مريم : ألا تدلني على رجل من آل أبي طالب له رغبة في الدنيا فأوسع له منها؟ قال : بلى أدلك على رجل بهذه الصفة ، وهو علي بن إسماعيل بن جعفر.