.................................................................................................
______________________________________________________
نفسه ، وسلاح الشيطان الهوى والشهوات ، وذلك كاف للعالمين ، فأما معرفة صفة ذاته وحقيقة الملائكة فذلك ميدان العارفين المتغلغلين في علوم المكاشفات ، ولا يحتاج في المعاملة إلى معرفته « إلى آخر ما حققه في هذا المقام ».
وأقول : ما ذكره أن دفع الشيطان لا يتوقف على معرفته حق لكن تأويل الملك والشيطان بما أومأ إليه في هذا المقام وصرح به في غيره مع تصريح الكتاب بخلافه جرأة على الله تعالى وعلى رسوله ، كما حققناه في كتابنا الكبير والتوكل على الله العليم الخبير ، وإنما بسطنا الكلام في هذا المقام ليسهل عليك فهم الأخبار الماضية والآتية.
« وشيطان مفتن » بكسر التاء المشددة أو المخففة أي مضل ، في القاموس : الفتنة بالكسر الخبرة وإعجابك بالشيء ، فتنة يفتنه فتنا وفتونا وافتنه ، والضلال والإثم والكفر والفضيحة والعذاب ، وإذابة الذهب والفضة ، والإضلال والجنون والمحنة ، واختلاف الناس في الآراء ، وفتنة يفتنه أوقعه في الفتنة كفتنه وافتنه. قال سبحانه : « إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ » قال البيضاوي : مقدر بأذكر ، أو متعلق بأقرب ، يعني في قوله : « وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ » أي هو أعلم بحاله من كل قريب حين يتلقى أي يتلقى الحفيظان ما يتلفظ به « عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ » أي عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد ، أي مقاعد كالجليس ، فحذف الأول لدلالة الثاني عليه كقوله : « فإني وقيار بها لغريب » (١) وقيل : يطلق الفعيل للواحد والمتعدد كقوله : « وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ » ما يرمى به من فيه « إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ » ملك يرقب عمله « عَتِيدٌ » معد حاضر ولعله يكتب عليه ما فيه ثواب أو عقاب ، انتهى.
__________________
(١) عجز بيت لضانىء بن حاث البرجمى وصدره : « فمن يك أمسى بالمدينة رحله » والشعر في جامع الشواهد.