الإيمان لا تفعل وقال له الشيطان افعل وإذا كان على بطنها نزع منه روح الإيمان.
______________________________________________________
كناية عن ضعفه فإذا ندم بعد انكسار الشهوة مما فعل وتفكر في الآخرة وبقائها وشدة عقوباتها ، وخلوص لذاتها ، يقوى يقينه فكأنه يعود إليه.
الخامس : أن يراد به نفس الإيمان ، وتكون الإضافة للبيان فإن الإيمان الحقيقي ينافي ارتكاب موبقات المعاصي كما أشير إليه بقولهم عليهمالسلام : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، فإن من آمن وأيقن بوجود النار وإيعاد الله تعالى على الزنا أشد العذاب فيها كيف يجترئ على الزنا وأمثالها ، إذ لو أو عده بعض الملوك على فعل من الأفعال ضربا شديدا أو قتلا بل ضربا خفيفا أو إهانة ، وعلم أن الملك سيطلع عليه لا يرتكب هذا الفعل ، وكذا لو كان صبي من غلمانه أو ضعيف من بعض خدمه فكيف الأجانب حاضرا ، لا يفعل الأمور القبيحة ، فكيف يجتمع الإيمان بأن الملك القادر القاهر الناهي الآمر مطلع على السرائر ولا تخفى عليه الضمائر مع ارتكاب الكبائر بحضرته ، وهل هذا إلا من ضعف الإيمان؟ ولذا قيل : الفاسق إما كافر أو مجنون.
السادس : أن يقال في الكافر ثلاثة أرواح هي موجودة في الحيوانات ، وهي الروح الحيوانية والقوة البدنية والقوة الشهوانية فإنهم ضيعوا الروح التي بها يمتاز الإنسان عن سائر الحيوان وجعلوها تابعة للشهوات النفسانية والقوي البهيمية فإما أن تفارقهم بالكلية كما قيل ، أو لما صارت باطلة معطلة فكأنها فارقتهم ولذا قال تعالى : « إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً » (١) وفي المؤمنين أربعة أرواح فإنه يتعلق بهم روح يصيرون به أحياء بالحياة المعنوية الأبدية ، فهي مع الأرواح البدنية تصير أربعا ، وفي الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام روح خامس هو روح
__________________
(١) سورة الفرقان : ٤٤.