بين يدي الله عز وجل فيحاسبه « حِساباً يَسِيراً » ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني
______________________________________________________
قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ » (١) ولفظ أمامه حينئذ تأكيد ، انتهى.
وفي القاموس : الهول المخافة من الأمر لا يدري ما هجم عليه منه والجمع أهوال وهوول ، وقال : أبشر فرح ، ومنه أبشر بخير وبشرت به كعلم وضرب سررت.
« بين يدي الله » أي بين يدي عرشه أو كناية عن وقوفه موقف الحساب « نعم الخارج » قال الشيخ البهائي قدسسره : المخصوص بالمدح محذوف لدلالة ما قبله عليه ، أي نعم الخارج أنت ، وجملة خرجت معي وما بعدها مفسرة لجملة المدح أو بدل منها ويحتمل الحالية بتقدير قد.
قوله : أنا السرور الذي كنت أدخلته ، قال الشيخ المتقدم قدس الله روحه : فيه دلالة على تجسم الأعمال في النشأة الأخروية ، وقد ورد في بعض الأخبار تجسم الاعتقادات أيضا فالأعمال الصالحة والاعتقادات الصحيحة تظهر صورا نورانية مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور والابتهاج والأعمال (٢) والأعمال السيئة والاعتقادات الباطلة تظهر صورا ظلمانية مستقبحة توجب غاية الحزن والتألم كما قاله جماعة من المفسرين عند قوله تعالى : « يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً » (٣) ويرشد إليه قوله تعالى : « يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ » (٤) ومن جعل التقدير ليروا جزاء أعمالهم ولم يرجع ضمير
__________________
(١) سورة هود : ٩٨.
(٢) كذا في النسخ والظاهر زيادة « والأعمال » الأولى.
(٣) سورة آل عمران : ٣٠.
(٤) سورة الزلزلة : ٨ ـ ٧.