بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك فيقول من أنت فيقول أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عز وجل منه لأبشرك.
٩ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن السياري ، عن محمد بن جمهور قال كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا على الأهواز وفارس فقال بعض
______________________________________________________
يره إلى العمل فقد أبعد ، انتهى.
وأقول : يحتمل أن يكون الحمل في قوله : أنا السرور على المجاز ، فإنه لما خلق بسببه فكأنه عينه كما يرشد إليه وله : خلقني الله منه ، ومن للسببية أو للابتداء ، والحاصل أنه يمكن حمل الآيات والأخبار على أن الله تعالى يخلق بإزاء الأعمال الحسنة صورا حسنة ، ليظهر حسنها للناس ، وبإزاء الأعمال السيئة صورا قبيحة ليظهر قبحها معاينة ولا حاجة إلى القول بأمر مخالف لطور العقل لا يستقيم إلا بتأويل في المعاد ، وجعله في الأجساد المثالية وإرجاعه إلى الأمور الخيالية كما يشعر به تشبيههم الدنيا والآخرة بنشأتي النوم واليقظة ، وأن الأعراض في اليقظة أجسام في المنام وهذا مستلزم لإنكار الدين والخروج عن الإسلام ، وكثير من أصحابنا المتأخرين رحمهمالله يتبعون الفلاسفة القدماء والمتأخرين والمشائين والإشراقيين في بعض مذاهبهم ، ذاهلين عما يستلزمه من مخالفة ضروريات الدين ، والله الموفق للاستقامة على الحق واليقين.
قوله : كنت أدخلته ، قيل : إنما زيد لفظة كنت علي الماضي للدلالة علي بعد الزمان.
الحديث التاسع : ضعيف.
ويظهر من كتب الرجال أن النجاشي المذكور في الخبر اسمه عبد الله وأنه ثامن آباء أحمد بن علي النجاشي صاحب الرجال المشهور ، وفي القاموس : النجاشي