٢ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب.
٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن محبوب ، عن داود الرقي قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول اتقوا الله ولا يحسد بعضكم بعضا إن عيسى ابن مريم كان من شرائعه السيح في البلاد فخرج في بعض سيحه ومعه رجل
______________________________________________________
كراهة من جهة الدين والعقل في مقابلة حب الطبع لزوال النعمة عن العدو ، وتلك الكراهة تمنعه من البغي ومن الإيذاء ، فإن جميع ما ورد في الأخبار في ذم الحسد يدل ظاهرها على أن كل حاسد آثم ، والحسد عبارة عن صفة القلب لا عن الأفعال فكل محب لمساءة المسلمين فهو حاسد ، فإذا كونه آثما بمجرد حسد القلب من غير فعل فهو في محل النظر والإشكال.
وقد عرفت من هذا أن لك في أعدائك ثلاثة أحوال : أحدها : أن تحب مساءتهم بطبعك وتكره حبك لذلك وميل قلبك إليه بعقلك وتمقت نفسك عليه ، وتود لو كانت لك حيلة في إزالة ذلك الميل منك وهذا معفو عنه قطعا لأنه لا يدخل تحت الاختيار أكثر منه ، الثانية : أن تحب ذلك وتظهر الفرح بمساءته إما بلسانك أو بجوارحك ، فهذا هو الحسد المخطور قطعا ، الثالثة : وهي بين الطرفين أن تحسد بالقلب من غير مقتك لنفسك على حسدك ، ومن غير إنكار منك على قلبك ، ولكن تحفظ جوارحك عن طاعة الحسد في مقتضاها ، وهذا محل الخلاف وقيل : إنه لا يخلو من إثم بقدر قوة ذلك الحب وضعفه.
الحديث الثاني : مجهول.
الحديث الثالث : مختلف فيه وصحته أقوى.
وفي القاموس : ساح الماء يسيح سيحا وسيحانا جرى على وجه الأرض ، والسياحة بالكسر والسيح الذهاب في الأرض للعبادة ومنه المسيح ، انتهى.