وبعد : فيقول العبد المستكين اللائذ بأبواب أهل بيت الوحي الحاج السيد هداية الله المسترحمي الحسن آبادي الجرقوئي الأصبهاني : إنه غير خفي على اولي البصائر النافذة والأنظار الثاقبة أن كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار تأليف علم الأعلام ، العلامة شيخ الإسلام ، غواص بحار الحقائق ، ومشكاة أسرار الدقائق ، مستخرج كنوز الآثار ، وكشاف رموز الأسرار ، صاحب الفيض القدسي مولانا العلامة المجلسي ، تغمده الله برضوانه وأسكنه بحبوحة جنانه ، أبدع الجوامع الحديثية ترتيبا ونظما ، وأحسنها نضدا ونسقا : متسقة الأبواب والفصول سهل التناول والوصول.
لكنه ـ ولله در مؤلفه الفذ العبقري البطل ـ لما كان أكبر موسوعة تبحث عن شتى فنون العلم والثقافة ، وأوسع جامع ديني احتوى في طيه تراث أهل بيت الوحي والعصمة ، فأحيى شتات آثارهم الذهبية الخالدة في أنواع العلوم والمعارف الدائرة ، بحيث تربو عدد أبوابها إلى ثلاثة آلاف باب ، كان الباحث الطالب والناظر الثقافي المحصل بحاجة ماسة إلى فهرس مفصل يهديه ويرشده إلى شتى مواضيع هذا البحر الزاخر ومدخل ممتع يحصله على نماذج من طرائف لئاليها الحسان ونوادر دررها الجمان وكان بحيث يصعب استخراج الأحاديث والمطالب والقصص المطلوبة لكل من يطلب بل وكان من العسير الوصول عند الحاجة إليها ، لأن الأحاديث والقصص متداخل بعضها في بعضها لمناسبة ، ولا توجد في مظانها وإن أتعبوا أنفسهم.
ولما رأيت هذا السفر القيم. وهو بحق دائرة معارف المذهب والدين ـ قد برز إلى المجامع العلمية والدوائر الثقافية مطبوعا بصورة رائعة نفيسة ، وانتشر نسخها في أحسن زي وأبدع جمال من حيث الطباعة والصحافة ، طفقت أرتأي في سد هذه الخلة وترتيب فهرس جامع كالسفينة الغواصة في لجج هذا التيار الزاخر ، ليكون بلغة المحدث الأريب ، ونهاية الطالب الأديب.
فراجعت سيادة الناشر المحترم ـ الحاج السيد إسماعيل الكتابچى وإخوانه