الجديرة بالعناية والاعتبار ، لا سيما انها ابنة خاتم الانبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم وزوج الامام علي عليهالسلام وام الحسنين عليهماالسلام وسيدة نساء العالمين ، هذا النور الساطع في الارض الذي ارشد الناس الى الاحكام الاسلامية ويستضيء بها في متاهات الحياة ، فهذا كله كان جديراً بحملة الاقلام ان يقتفوا اثرها ، ويحذو حذوها ويردوا موردها كيما يصلوا الى اوج الرفعة والكمال ، وبذلك نكون جميعاً قد حققنا ما نرجوه من سبر سيرتها الملأى بالمعاني الانسانية المتلألئة بالفضائل الروحانية والحقائق الايمانية والبراهين الساطعة. فمن اشرف منها في طهر سيرتها وطهارة سريرتها وفي شممها وابائها واخلاصها ومكارم اخلاقها؟
في بحثنا هذا سنتعرض الى مسائل تتعلق بحياة فاطمة الزهراء بما فيها النشأة والاخلاق والميراث والزواج والبلاغة والحياة العامة ، ونتعرف على آرائها ومواقفها التي كانت تقصد بها وجه الله والحق. وسنلاحظ كيف ان هذه السيدة الطاهرة كانت تدرك بفطنة فذة وذكاء حاد اعمق المسائل السياسية واكثرها دقة وحساسية في عصرها ، ونتطرق اليها بلغة بليغة تشفي غليل الفئة التي تخاطبها وتحتج بها ، وتثير الفتنة التي تحتج عليها. وان الطاهرة بنت الطاهر وزوجة الطاهر وأم الطاهرين اول عربية مسلمة رفعت رايات المعارضة الطاهرة ، صارخة بأعلى صوتها ( هذا حق فاتبعوه وهذا باطل فاجتنبوه ).
واني اذ اقدم للشباب الصاعد الطموح والمبدع زبدة علمي وحصيلة خبرتي ، عسى ان تنبري هذه الاقلام لتكتب معاناتها وطموحاتها وابداعاتها لتكون حافزاً للطاقات الساكتة ، مشاركة في تكوين بناء المجتمع الحديث.