اوصى له بجميع ما ترك ، بعد العلم بان اباه مات ، وهذه الدار على غير ملكه ، لأنها في يد غيره ، واليد تدل على الملك (١).
اجل ، لقد كان من الطبيعي ان تثير هذه الكلمات المؤثرة ضجة حول الارث المحمدي الذي تآمر عليه جمع من المخالفين ، لكن الزهراء عليهاالسلام خيبت آمالهم بعد ان تصدت للرد عليهم وتحدتهم بجرأة متناهية وحجج دامغة ، اضطربت لها النفوس وتقلبت الابصار وتركت في كثير من القلوب غصة لا يقر لها قرار.
ومما يعين على الاحاطة حول مسألة الخلاف فيقضية فدك ، قول عمر لأبي بكر : انطلق بنا الى فاطمة فانا قد اغضبناها ، فانطلقا واستأذنا عليها فلم تأذن لهما ، فأتيا علياً فكلماه فأدخلهما ، فلما قعدا عندها حوّلت وجهها الى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهماالسلام ، فتكلم ابو بكر وقال : (يا حبيبة رسول الله ان قرابة رسول الله احب اليّ من قرابتي وانك لأحب اليّ من عائشة ابنتي ، ولوددت يوم مات ابوك اني مت ولا ابقى بعده. افتراني اعرفك واعرف فضلك وشرفك وامنعك حقك وميراثـك من من رسول الله؟ الا اني سمعت اباك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ( لا نورث ما تركنا فهو صدقة ) فقالت : ( ارأيتكما ان حدثتكما حديثاً عن رسول الله ألم تسمعا رسول الله يقول : ( رضاء فاطمة من رضائي وسخطها من سخطي )؟ قالا : نعم سمعناه من رسول الله. قالت : ( فاني اشهد الله وملائكته انكما اسخطتماني وما ارضيتماني ولئن لقيت النبي لاشكونكما اليه ). فقال ابو بكر : ( انا عائذ بالله من سخطه
__________________
(١) علم اصول الفقه في ثوبه الجديد / الشيخ محمد جواد مغنية / ص ٤٠٣.