نصرها والمهاجرة وصلها وغضت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا مانع ولا ناصر ولا شافع ، خرجت كاظمة وعدت راغمة اضرعت خدك يوم اضعت جدك ، افترست الذئاب وافترشت التراب ، ما كففت قائلاً ولا اغنيت طائلاً ولا خيار لي ، ليتني مت قبل منيتي ودون ذاتي ، عذيري الله منك عادياً وفيك حامياً ، ويلاي في كل شارق ويلاي في كل غارب مات العمد ووهت العضد ، شكواي الى ابي وعدواي الى ربي اللهم انك اشد قوة وحولاً واحد بأساً وتنكيلاً ( فقال ) لها امير المؤمنين عليهالسلام : لا ويل لك بل الويل لشانئك ، نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة وبقية النبوة فما وليت عن ديني ولا اخطأت مقدوري فان كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون وكفيلك مأمون وما أعد لك افضل مما قطع عنك فاحتسبي الله (فقالت) : حسبي الله وامسكت ).
وهذا اللوم والتأنيب من الزهراء لأمير المؤمنين عليهماالسلام لا ينافي عصمته وعصمتها وعلو مقامها ، فما هو الا مبالغة في انكار المنكر واظهار لما لحقها من شدة الغيظ كما فعل موسى عليهالسلام لما رجع الى قومه غضبان أسفاً والقى الالواح واخذ برأس اخيه وشريكه في الرسالة يجره اليه. وقال ابن قتيبة في الامامة والسياسة قال عمر لابي بكر (رضي) : انطلق بنا الى فاطمة فانا قد اغضبناها ، فانطلقا جميعاً فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما ، فأتيا علياً فكلماه فادخلهما عليها ، فلما قعدا عندها حولت وجهها الى الحائط ، فلما سلما عليها فلم ترد عليهماالسلام ، فتكلم ابو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله والله ان قرابة رسول الله احب الي من قرابتي ، وانك لاحب الي من عائشة ابنتي لوددت يوم مات ابوك اني مت ولا ابقى