وكل صحب خائب في موامه |
|
سوى من تولى حبهم غير خائب |
هُم حجج الرحمان في الخلق طالما |
|
بهم كشفت عنهم صروف النوائب |
* * *
بنفسي افدي منهم خيرة النسا |
|
وترب العلى والمجد ذات المناقب |
هي البضعة الزهراء بنت محمد |
|
وأم الهداة الغرّ من آل غالب |
ربيبة عزٍ لا ينال ارتفاعه |
|
وربة فضل فات عن كل طالب |
زكت وزكى اليوم الذي ولدت به |
|
وشع سناها الطلق في كل جانب |
وعمَّ بقاع الارض صحر ولادها |
|
وعطر منها الشرق بعد المغارب |
* * *
وقد جلل الدنيا بكل نضارة |
|
وكل جمال فائق الحسن ساحر |
واصفى على الآفاق ابهاج سعده |
|
فها هي للرائين ملؤ الناظرين |
تلألأ في اكنافها صور المنى |
|
وتبدو عليها رائعات المناظر |
فتتسحر عين المجتلين بهاؤها |
|
كما يسحر العشاق حسن الجآذر |
وفي الروض ما بين المروج تراقصت |
|
طيور الهنا تزجى قصيد البشائر |
وتسكب لحن الاغنيات سواحراً |
|
وعطرت الدنيا ثغور الازاهر |
وما هاجها الا الذي قد اهاجني |
|
وهيم في دنيا الهوى كل شاعر |
ولم يستثر منا العواطف معشق |
|
كذوب ولا غنج الظباء النوافر |
ولكنه قد هزنا واستهامنا |
|
ولاد البتول الطهر ذات المآثر |
وما ولدت الا وكان لها الهدى |
|
قريناً ولم تألف لغير المفاخر |
وما كان غير المكرمات رضاعها |
|
ولم تنتسب الا لازكى العناصر |
ولا درجت الا ببيت رسالة |
|
كريم سما فوق النجوم الزواهر |
يجللها ستر الجلالة والتقى |
|
وقد نشأت بين الحجور الطواهر |