والدين ، ولها البراعة في ذلك والتفوق والتبصر. ولئن اقتدى بها العالم الاسلامي قاطبة ، اصبحت حياته مليئة بالسعادة والطمأنينة والتطور ، لما تنعكس عليها من اشعة العصور الاسلامية الحية ، والنماذج العليا لشخصيات الاسلام ، تلك التي تحدو بهم اكرم السجايا وانبل الصفات.
عزيزي القارئ :
اكتب هذه الصفحات ، وما ازعم اني بلغت الغاية او اشرفت على النهاية ، ذلك ان الحديث عن الزهراء عليهاالسلام ارق من الزهر ، واكثر اشراقاً من نور الصباح ، ولا بد من التذكير بقيمة هذه السيدة الجليلة ومنزلتها الرفيعة. واقول : ان صحبتي للزهراء عليهاالسلام كانت السبب في ان يقوي روحي المعنوي ويجدد نشاطي ، وارجو ان يدم هذا النشاط الحيوي فيما بقي من عمري.
اخيراً ، وليس آخراً ، علينا نحن معاشر المسلمين والمسلمات في مشارق الارض ومغاربها الاقتداء بهذه السيدة الجليلة ، من اجل صنع حياة اسلامية فاضلة كانت الزهراء عليهاالسلام قد افنت حياتها وسنوات عمرها للسير على تأسيسها.
اختم هذه الصفحات فأقول : انني احببت الزهراء حباً لا مثيل له ، واذكر ان قلبي خفق خفقة كاد يطفر لها الدمع حين وقع بصري على قبرها لأول مرة وانا اتذكر قول الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. فأزال ذلك الموضع عني كل وحشة وبدد كل هم ، واذهب عن قلبي متاعب الاغتراب.
لقد كتبت هذه الصفحات طوعاً للاواصر المتينة التي تجمع بيني وبينها ،