منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلي والنور يسطع من محرابها من وجهها ، فيعلمون ان الذي رأوه كان نور فاطمة فاذا انتصف النهار ترتبت للصلاة زهر نور وجهها عليهاالسلام بالصفرة فيدخل الضوء في حجرات الناس فتصفر ثيابهم والوانهم ، فيأتون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يسألونه عما رأوا ، فيرسلهم الى منزل فاطمة عليهاالسلام فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها عليهاالسلام بالصفرة فيعلمون ان الذي رأوا كان من نور وجهها ، فاذا كان آخر النهار وغربت الشمس احمر وجه فاطمة فأشرق وجهها بالحمرة فرحاً وشكراً لله عز وجل فكان تدخل حمرة وجهها حجرات النوم وتحمر حيطانهم فيعجبون من ذلك وياتون النبي صلىاللهعليهوآله ويسألونه عن ذلك ، فيرسلهم الى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبح الله وتمجده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون ان الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة عليهاالسلام. فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين عليهالسلام فهو يتقلب في وجوهنا الى يوم القيامة في الائمة منا اهل البيت امام بعد امام (١).
وقد قيل فيها بهذا الخصوص :
خجلاً من نور طلعتها |
|
تتوارى الشمس في الافق |
وحيـاء من شمائـلها |
|
يتغطى الغصن بالـورق |
وعرفت الزهراء بالبتول لانها لم تحضْ ، يقول آدم متز : ذهب الشيعة في السيدة فاطمة (رضي الله عنها) الى ما شبه صفات السيدة مريم عليهاالسلام ، فهي قد سميت البتول مثل مريم ، يروي الشيعة عن النبي عليه
__________________
(١) بحار الانوار للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي / ج ٤٣ / ص ١١.