جانب ذلك كانت توصف بجمال الهيئة وتمام الخلقة وصدق الحسن ونفاذ البصيرة ، وكان للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اثر عميق في نفسها ، لذلك لم ير أشرف من الزهراء في طهرها وعفافها ومن ابائها وشممها واخلاصها ومكارم اخلاقها.
تأدبت الزهراء بأخلاق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واشتهرت بكونها المثل الاعلى للرجال ، بل النساء ، ولذا يحق لها أن تكون اسوة لنساء العالم دون استثناء ، والتاريخ على كثرة ما فيه من النساء المثاليات ، لم يستطع ان يُري البشرية امرأة كهذه السيدة الجليلة ، فقد كانت المسلمة الكاملة بين فضليات المسلمين والمسلمات ، ومع ان خديجة ومريم واسية من فضليات النساء فان فاطمة عليهاالسلام افضلهن جميعاً. ولا نقول ذلك اعتباطاً او بالنظر الاسلامي فحسب ، بل حتى بالنظر الى المزايا الانسانية والفضائل البشرية ، فهل يرينا التاريخ ان مريم كانت تتوالى عليها المصائب والآلام منذ ولادتها حتى وفاتها ، ثم تقابل تلك المصائب والمحن برباطة جأش كالجبال الرواسي صلابة وصموداً ، وكذلك قل بالنسبة لخديجة وآسية. هذه السيدة الجليلة الطاهرة افضل مثال للاقتداء بها في جهادها وصبرها وفضائلها وسائر مزاياها.
اجل ! ان فاطمة الزهراء عليهاالسلام هي المثال الصالح لكل الفضائل ، فهي حوراء أنسية لانها خلقت من ثمر الجنة ، بنت برة وزوجة صالحة وام حنون وعاملة كادحة ، وعابدة زاهدة ، وعالمة غير معلمة ، وفهمة غير مفهمة ، صابرة محتسبة غنية النفس. وقد سمعت اباها يقول : ( ليس الغنى من كثرة المال انما الغنى غنى النفس ). فهي لم تكن تحفل بزخارف الدنيا