اكرم صحابته لديه ، قالت له ان يستنبئ من ابيها عن سبب هذا الهجران. ولما سأله عمار قال له الرسول الكريم ـ وانظر لما قال ـ : رأيت في معصم فاطمة اسورة من الفضة واهل الصُفة يتضورون جوعاً ، فجاء عمار واخبرها الخبر فقالت له : خذ الاسورة وبعها واشتر بثمنها خبزاً لأهل الصفة ، ولما فعل ما امرته به عاد فأخبر اباها بما كان فرجع لعادته معها. وورد في الاستيعاب بالإسناد الى ابي ثعلبة الخشني قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اذا قدم من غزو او سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم يأتي فاطمة ثم يأتي ازواجه. وعن عائشة ام المؤمنين (رض) انها قالت : ما رأيت أحداً كان اشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من فاطمة ، وكانت اذا دخلت عليه قام اليها فقبلها ورحب بها كما كانت تصنع هي به صلىاللهعليهوآلهوسلم. وعن عائشة (رض) ايضاً قالت : ما رأيت احداً كان اصدق لهجة من فاطمة الا ان يكون الذي ولدها. وعن جميع بن عمير قال : دخلت على عائشة (رض) فسألت أي الناس كان أحبّ الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قالت : فاطمة. قلت : فمن الرجال؟ قالت : زوجها اذ كان ما علمته صواماً قواماً. وعن ابن بريدة عن ابيه قال : احب الناس الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة ومن الرجال علي بن ابي طالب ( رضي الله عنهما ) الى غير ذلك (١) ولا شك ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحب فاطمة حباً جما حتى عدله البعض في ذلك. والحب
__________________
(١) اعيان الشيعة / محسن الامين العاملي ج٢ / ص ٤٣٠ / وانظر : ذخائر العقبى للطبري / ص ٦٢.