واحمدا ثلاثاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين ، فأخرجت فاطمة رأسها وقالت : رضيت عن الله ورسوله ثلاث دفعات. وروى ابن حجر في ( الاصابة ) نحوه ثم قال : قال علي : فوالله ما تركتهن منذ علمتهن. فقال له ابن الكوا : ولا ليلة صفين ، فقال : قاتلكم الله يا اهل العراق ولا ليلة صفين. وروى الحاكم في ( المستدرك ) وصححه على شرط الشيخين وعن علي بن ابي طالب عليهالسلام : اتانا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فوضع رجله بيني وبين فاطمة ، فعلّمنا ما يقول اذا اخذنا مضاجعنا ، فقال : يا فاطمة اذا كنتما بمنزلكما فسبحا الله ثلاثً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين وكبرا اربعاً وثلاثين ، قال علي : والله ما تركتها بعد ، فقال له رجل كان في نفسه عليه شيء : ولا ليلة صفين؟ قال : ولا ليلة صفين. ( اقول ) هذا هو المعروف بتسبيح الزهراء عليهاالسلام.
وورد عن ائمة اهل البيت عليهمالسلام استحبابه عقيب كل صلاة ، وجاء في كيفيته عكس ما مرّ ، أي بتقديم التكبير ثم التحميد ثم التسبيح ، والظاهر جواز كلا الكيفيتين. وحكى ابن شهراشوب في ( المناقب ) عن الصحيحين انها لما طلبت منه صلىاللهعليهوآلهوسلم خادماً وكان عنده اسارى ، قال : ولكن ابيعهم وانفق اثمانهم على اهل الصُفَّة. وعلمها تسبيح الزهراء (١) فاتخذت فاطمة عليهاالسلام سبحة وهي خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات فكانت تديرها بيدها عليهاالسلام بتكبير وتحميد وتسبيح ، الى ان قتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس. فلما قتل الحسين عليه
__________________
(١) اعيان الشيعة / محسن الامين العاملي / ج ٢ / ص ٤٤٢ و ٤٤٣.